من تُراث الصادعون - المقدمة
لقد مَنّ الله -سبحانه وتعالى- على جماعة الصادعون بالحق بتُراث ضخم قيِّم قائم على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فتربت عليه فترة طويلة من الوقت تُقارب ...
لقد مَنّ الله -سبحانه وتعالى- على جماعة الصادعون بالحق بتُراث ضخم قيِّم قائم على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فتربت عليه فترة طويلة من الوقت تُقارب ...
الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فليس هناك شيء في الوجود أعظم من الله، فهو سبحانه يستحق أن نتوجه له بقلوبنا وعقولنا وأنفاسنا. فهو سبحانه الذي خلقنا من العدم وهو ...
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لغاية واحدة وهي تحقيق العبودية له وحده سبحانه. وكل المعوقات التي تعيق الإنسان عن تحقيق هذه الغاية يصنعها هو بنفسه وليست هي التي تجبره، ...
إذا عرفنا الله الذي ليس كمثله شيء، والذي لا أول له ولا آخر؛ عرفنا أنه لابد أن يكون علمه وقدرته وسلطانه شيئاً آخر غير ذلك العلم الذي نعرفه ولا نستطيع ...
لقد عرفت الأرض جاهليات كثيرة، عرفتها في دورات تاريخية مكررة. ففي فترة من تاريخ البشرية كانت تتنزل من الله رسالة، يحملها من عند الله رسول. وكانت كل رسالة تضيء ما ...
إنَّ الانسان يجب أن يبذل كل طاقاته ليعيش مع الله، وليتعرف عليه سبحانه. ولكي يمارس أمتع ما يمكن أن يمارسه مخلوق في هذا الكون؛ وهو الحياة مع الله والتعامل مع ...
نجد دائماً في حوارات الأنبياء وأقوامهم أنهم يأتون بالأدلة الساطعة الفطرية ولا يلجأون إلى التفلسف ولا المبارزة بالمصطلحات الشكلية أو الفرعية، وإنما يتحدثون عن القضية من خلال هذا الوضوح المنبث ...
إنَّ حُبَّ الله سبحانه وتعالى هو غاية الغايات وأروع الأمنيات، وهذه غاية خلق الإنسان؛ أن يحي محباً لربه ولسيده ولمولاه، وهذا الحب هو أعلى مقامات العبودية لله ربِّ العالمين، ولن ...
إنَّ المدخل الحقيقي لهذا الدين الذي أمر الله به عباده هو دعوة الناس إلى العبودية الشاملة الكاملة لله سبحانه، وحينما يعبدون الله ستكون عبادتهم هي الخضوع المطلق لله عزَّ وجل ...
لابد أن نتعلم كيف يتعامل العبد مع ربه، وكيف يعيش حياة عميقة مع الله عزَّ وجل، وكيف أن تكون صلاته وصيامه ونومه وصحوه عبادة؛ فيكون نومه عبادة وأكله عبادة، كلامه ...
لكي ينشئ الإسلام الواقع الجديد -الذي ارتضاه الله للبشر- ولكي يغير الواقع الجاهلي الذي يعبد الناس فيه بعضهم بعضاً، ويتخذون إلههم هواهم فتفسد الأرض ومن فيها. ثم لكي يقيم الضمانات ...
إننا لا ندعو الناس ابتداءً إلى أن يحتكموا إلى شرع الله ولا ندعوهم إلى أن يصلوا؛ وإنما ندعوهم أولاً إلى أن يعرفوا الله وأن يوقروا الله وأن يُجلوا الله، وأن ...
"حقيقة الألوهية" هي الحقيقة التي تشغل الجميع وتفرض نفسها على كل إنسان، الحقيقة المطلقة المتفردة بالوجود الحق، وبالكمال، وبالجمال، والجلال. إنها الحقيقة التي تشغل الجميع وتفرض نفسها على كل إنسان، ...
ما هو الإنسان؟ وما هو دوره في هذا الوجود؟ لقد كان عدماً، ثم جاء إلى هذه الحياة، ثم يموت ويغادر الحياة. ما هو مصيره بعد ذلك؟ كيف وُجدنا بالضبط، وما ...
هناك البعض ممن يُفهِم الناس أنهم مؤمنون طالما ينطقون بكلمة لا إله إلا الله فقط حتى ولو لم يصلوا ولم يصوموا لأنهم قالوا لا إله إلا الله. هذا تحريف خطير ...
إنَّ أُفق الهداية إلى الحق ونور القلب وطمأنينة النفس أُفق جميل رحب فسيح، وإن اهتداء الإنسان إلى الحقيقة، وتوفيق الله سبحانه وتعالى له أن يرى الحق حقاً وأن يرى الباطل ...
القضية ببساطة إما أن يكون الناس معترفين بسلطان الله فيخضعون لألوهيته، وعلامة خضوعهم أن يُحَكِّموا شرع الله في كل جزئية في حياتهم، وإما أن يكونوا في جاهلية. هذا هو المقياس ...
كُلَّما تملَّى الإنسان حقيقة البشرية أو حقيقة الخلق الإنساني يزداد إيماناً بالله ويزداد حرصاً على أن يكون ذلك الإنسان الذي خلقه الله وجعله خليفة في الأرض، وأن يحقق كل ما ...
إنَّ قضية الألوهية هي قضية هائلة جداً أوسع من هذا الكون، وأخطر وأثقل من هذا الكون، وإذا استطعنا أن نعيش فيها ونتعمق فيها سترفعنا إلى مقامات عالية. إنَّ تركيز المنهج ...
إنَّ المسافة بين عبودية البشر للبشر -في كل صورها وأشكالها- وبين تحررهم من هذه العبودية -بعبوديتهم لله وحده- مسافة هائلة كبيرة، وهذا الذي لا يدركه الناس تمام الإدراك؛ فالناس لا ...
كان القرآن الكريم هو مصدر البلاغ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أقواله وأعماله وتقريراته تشرح هذا القرآن: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ...
الكون كله عابد لله عبودية صحيحة تماماً ما عدا عالم الإنس والجن الذين أُعطُوا الفرصة ليختاروا بأنفسهم ـ وهذا نوع من البلاء ونوع من التكريم أيضاً ـ فإذا نجحوا في ...
الإنسان ليس كغيره من المخلوقات خُلق بتكليف خاص من رب العالمين. وقد يُعتبر هذا مأزق للإنسان حيث إنه يتحمل مسئولية خطيرة أبَت السماوات والأرض أن يحملنها، وأيضاً كان لهذه المسئولية ...
إن هنالك في جميع أنحاء الأرض، في جميع الأزمنة والعصور، قاعدتين اثنتين لنظام وتصور الحياة: القاعدة الأولى هي تَفَرُّد الله -سبحانه- بالألوهية، والربوبية، والقوامة، والسلطان. وهذه هي عبادة الله والتي ...
إن هناك قاعدتين أساسيتين لنظام الحياة -كما بيَّنا سابقاً-: قاعدة تُفْرِد الله -سبحانه- بالألوهية والربوبية والقوامة والسلطان، وقاعدة ترفض ألوهيةَ الله -سبحانه- وربوبيتَه وقوامتَه وسلطانَه، إما في الوجود كله -بإنكار ...
إنَّ الجاهلية تضخم جداً من قضية العلم والمعرفة. العلم لذات العلم، والمعرفة لذات المعرفة، وتهتم جداً في جميع أنحاء العالم -وخاصة فيما يُسمى العالم الإسلامي- بعدد ما كُتِب من رسائل ...
إنَّ تحقيق الإسلام يبدأ من قلب واحد. أولاً يتغير العقل والقلب فيتغير تصوره عن هذا الوجود فيؤمن بالحق الذي تقوم عليه السماوات والأرض؛ فيؤمن بأن لهذا الوجود رباً واحداً ليس ...
إنَّ الذي يقرأ القرآن يعلم أن الأنبياء جميعاً جاؤوا لقضية واحدة، هذه القضية هي تعريف الناس بربهم ودعوتهم إلى الإيمان الحق بالله عزَّ وجل وإلى معرفة الله معرفة تليق بمقامه ...
ندعوكم أيها الناس إلى ألوهية الله الواحد، وحينما تؤمنون بالله الواحد، بصفاته التي ينبغي أن تعرفوها، وتعطون الله ما ينبغي له من الإجلال والتوقير والحب والخضوع، والاعتراف به إلهاً واحداً ...
بدأ تراث الصادعون بتأصيل وترسيخ المفاهيم الصحيحة لكافة المصطلحات والحقائق الإسلامية، ومعرفة حقيقة الواقع الذي يعيشون فيه على ضوء هذه المفاهيم والحقائق؛ ومن ثمَّ تأصيل وترسيخ المنهج الصحيح للدعوة والبلاغ ...
هذا الإِنسانُ الذي خلقَهُ اللهُ منْ قبضةِ الطِّينِ، ونفخةِ الرُّوحِ، مُبْتَلًى بِطَبِيعَةِ خِلقتِهِ؛ القابلةٌ للخيرِ والشرِ. لذلكَ من الطَّبيعِيِّ أنْ يرسلَ اللهُ الرسلَ، ويُنَزِّلَ الكتبَ؛ لِكَي تكونَ هذهِ الكتبُ وهؤلاءِ ...
إِنَّ مَوْقِفَ الْجاهِلِيَةِ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ مَوْقِفٌ واحِدٌ مُتَمَاثِلٌ دَائِماً، وَمُتَطَابِقٌ تَمَاماً مُنْذُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَحَتَّى الْيَوْمَ. نَفْسُ الْمَنْطِقِ، وَنَفْسُ الْكَلِمَاتِ، وَنَفْسُ الْمَقَايِيسِ، بَلْ تَكَادُ تَكُونُ نَفْسُ الاتِّهَامَاتِ: التَّطَرُّفُ، ...
إِذا نظرنا إلى واقعِ البشريةِ الآنَ؛ فلا شكَّ أنها لم تكن يوماً ما مُهدَّدَةً بمقتِ اللهِ كما هي الآنَ؛ لأنَّها تملكُ كلَّ مقوماتِ الرُّجوعِ، وكلَّ أسبابِ النجاةِ. فاللهُ -سبحانه- قدْ ...
تقف البشريةُ دائماً على حافةِ الهاويةِ كلما حَادَتْ عن دينِ اللهِ وعن دينِ الأنبياءِ جميعاً. والرسلُ يأتونَ ليأخذوا الناسَ بعيداً عن النارِ، وبعيداً عن الهاويةِ، فمن شاءَ فليؤمنْ، ومن شاء ...
الفناءُ نتيجةٌ طبيعيةٌ لما تفعلُهُ البشرية اليوم، وما تعصي به اللهَ، وما تنحرفُ به عن طريقِ اللهِ. فلا بُدَّ أنْ تنهارَ أيُّ حضارةٍ في التاريخِ مهما عَلَتْ، ولا بُدَّ أنْ ...
إن القيمَ الإسلامية هي قيمٌ جديدةٌ جدةً كاملةً، رغمَ وجودِها بين دفتيِّ الكتبِ، وفي التاريخِ الإسلاميِّ؛ ولكنَّها بالنسبةِ للواقعِ البشريِّ المعاصرِ هي قيمٌ جديدةٌ جدةً كاملةً. فالعبرة دائما بالواقع العملي ...
الإسلامُ وحده يقدِّمُ قيماً جديدةً جدةً كاملةً، وفي نفسِ الوقتِ يحافظُ على نتاجِ الحضارة في عالمِ المادةِ؛ لأنَّ الإسلامَ لا يرفضُ المادةَ، ولا يرفضُ الطيباتِ، بل يعتبرُ أنَّ عمارةَ الأرضِ ...
إن ما يسمى اليوم بالعالم الإسلامي يتشدقُ بالإسلامِ، ولا يقيمُ الإسلامَ في الواقعِ. وبالتالي سيظلُّ أكذوبةً كبيرةً يؤكِّدُها تناقضُ الناطقينَ بالإسلامِ مع ما يزعمونَه، يستوي في ذلكَ أكثر الدولِ التزاماً ...
لا شكَّ أنَّ الألوهيةَ والعبوديةَ هما طرفا هذا الوجودِ، فهما حقيقتانِ تستغرقانِ حقيقةَ الوجودِ كلِّهِ.. حقيقةَ الألوهيةِ ممثلةً في اللهِ خالقِ هذا الوجودِ، وحقيقةَ أنَّ كلَّ ما عدا اللهِ سبحانَهُ ...
لقـد كان القرآنُ المكيُّ يفسِّرُ للإنسانِ سرَّ وجودِه ووجودِ هذا الكونِ من حولِهِ. منْ هو؟ ومنْ أينَ جاءَ؟ ولِماذَا جاءَ؟ والى أينَ يذهبُ في نهايةِ المطافِ؟ من ذا الذي جاءَ ...
الله سبحانه يعلمُ منْ طبيعةِ خَلْقِ الإنسانِ أنَّهُ يمكنُ أنْ تغشاهُ الغشاواتُ، وأنْ يدخلَ في ظلماتِ الجهلِ المختلفةِ، فبعثَ له الرسلَ، ثمَّ استبقى معه القرآن الكريم إلى يومِ القيامةِ، ليكونَ ...
إنَّ قضيةَ العقيدةِ ينبغي أن تحتل المساحةَ الكبرى في الدعوةِ وفي البيانِ، بحيثُ تكونُ لها اﻷولويةُ المطلقةُ قبلَ الانتقال منها إلى أيِّ فرعياتٍ أو تفريعاتٍ متعلقةٍ بنظامِ الحياةِ، وهذا هو ...
إنَّ البدءَ بدعوةِ النَّاسِ إلى لا إلهَ إلا اللهُ، وتوضيحِ قضيةِ الألوهيةِ والعبوديةِ، ليس في ظاهرِ الأمرِ وفي نظرةِ العقلِ البشريِّ المحجوبِ هي أيسرُ السبلِ إلى قلوبِ الناسِ؛ لأنَّ الألوهيةَ ...
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} قضيَّةُ تيسيرِ هذا الدينِ قضيَّةٌ من أساسيَّاتِ الاعتقادِ الإسلاميِّ، ومن أساسيَّاتِ الدَّعوةِ والبلاغِ. وكثيرٌ من الدعاةِ يُوحُونَ للنَّاسِ أنَّ قضيَّةَ هذا الدِّينِ قضيَّةٌ ...
الناسُ -إلا من رحم الله- إمَّا أنَّهُم يُشْرِكُونَ في الاعتقادِ، أو يُشْرِكُونَ في العبادةِ، أو يُشْرِكُونَ في قضيَّةِ الاتِّباَعِ والحاكميَّةِ. وعندما يقول الرسلُ للناسِ: "ارجعُوا إلى اللهِ، وأعطُوا اللهَ ما ...
إِنَّ طبيعةَ الدعوةِ إلى اللهِ على مدارِ التاريخِ البشريِّ؛ أَنَّها تستهدفُ الإسلامَ، إسلامَ العبادِ لربِّ العبادِ، وإخراجَهُم من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ اللهِ وحدَه، بِإخْرَاجِهِم من سُلطانِ العبادِ -في حاكميَّتِهم ...
مهمٌّ جدًّا أنْ نعرفَ أنَّ الدعوةَ إلى اللهِ التي جاءَ بها الأنبياءُ لمْ يكنْ القصدُ منها تعريفَ الناسِ بأَنَّ لهم خالقًا أو أنَّهُم مخلوقونَ. هذه قضيةٌ فطريَّةٌ، وقضيَّةٌ واقعيَّةٌ، وقضيَّةٌ ...
هذا الكونُ بكلِّ ما فيهِ خاضعٌ للهِ سبحانه؛ فعلى الناسِ أن يكونُوا على مستوى الإدراكِ الإنسانيِّ الذي مُيِّزَ به الإنسانُ؛ وهو أعقلُ المخلوقاتِ وأذكاها؛ فإذا كانت المخلوقاتُ كلُّها خاضعةً للهِ ...
الناسُ محكومونَ بقوانينٍ فطريةٍ من صُنعِ اللهِ في نشأتِهِم ونموِّهِم، وصحَّتِهِم ومرضِهِم، وحياتِهِم وموتِهِم، كما هم محكومونَ بهذه القوانينِ في اجتماعِهِم وعَواقِبِ ما يَحِلُّ بهم نتيجةً لحركتِهِم الاختياريَّةِ ذاتِها، فالحركةُ ...
إن الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم للبشرية كلها يختلف اختلافا جذريا عن كل المناهج الأرضية التى يضعها الناس لأنفسهم سواء كان ذلك في الماضي أو ...
في هذه الحلقة نستكمل حلقات أضواء على تراث الصادعون. وقد ألقينا الضوء على حقيقة دعوة الجماعة .. وقلنا إن منهج الجماعة لإبلاغ دعوتها هو نفسه منهج الدعوة الذي سلكه جميع ...
بهذه الحلقة التي نستكمل فيها محاور منهج البلاغ؛ نكون قد ألقينا بعض الضوء على حقيقة دعوة الصادعون بالحق ومنهجهم في الدعوة والبلاغ عن رب العالمين كما هو واضح بيِّن في ...
الإنسانُ أمامَه طريقانِ في هذِهِ الحياةِ. إما الإسلامُ فيكونُ عابدًا للهِ، ومُسَلِّمًا أمرَه إلى اللهِ، وإمَّا أنْ يكونَ مُتمَرِدًا على اللهِ. وعليهِ أنْ يَختارَ هذا الجانبَ أو ذاكَ. وحينما يَختارُ ...
إنَّ القاعدةَ النظريةَ التي يقومُ عليها الإسلامُ على مدارِ التاريخِ البشريِّ هي:(شهادةُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ). وتعني هذه الشهادةُ (إفرادَ اللهِ سبحانَه وتعالَى بالألوهيَّةِ والرُبوبيَّةِ، والقُوامَةِ والسلطانِ والحاكميَّةِ). إفرادَه ...
الإنسانُ أمامَه طريقانِ في هذِهِ الحياةِ. إما الإسلامُ فيكونُ عابدًا للهِ، ومُسَلِّمًا أمرَه إلى اللهِ، وإمَّا أنْ يكونَ مُتمَرِدًا على اللهِ. وعليهِ أنْ يَختارَ هذا الجانبَ أو ذاكَ. وحينما يَختارُ ...
لقد كانت الآياتُ التي تتنـزَّلُ في مكَّة؛ تتنـزَّلُ بالعقيدةِ وبالتوجيهاتِ الخلقيَّةِ التي تُكوِّن ضميرَ الإنسانِ المسلمِ، وتجعلُهُ يرتفعُ بنفسِهِ من الوَهْدَةِ التي كانَ فيها ومن المستنقعِ الذي كانَ يعيشُهُ، وتُذِيقُهُ ...
هل يتلقَّى الإنسانُ الشرعَ لأنَّه في مصلحتِهِ، ومن ثَمَّ يوافقُ على الخضوعِ له لأنَّه شيءٌ في صالحِهِ؟ أمْ أنَّهُ يتقبَّلُ شرعَ اللهِ لأنَّه أمرُ اللهِ ولأنَّه مقتضى إيمانِهِ باللهِ؟ إن ...
إنَّ دعوةَ الناسِ للإسلامِ من خلالِ إقناعِهم بالنظامِ وتفصيلاتِ النظامِ عملٌ عابثٌ؛ لأنَّك قد تبذلُ جهدًا هائلًا مع إنسانٍ ما في عرضِ النظامِ عليهِ فيقتنعَ بالقضيَّةِ الأولى والثانيةِ والثالثةِ والرابعةِ ...
إنَّ هذا الدينَ له هدفٌ واحدٌ، وهو تعبيدُ الناسِ للهِ، فكيفَ نخاطبُ الناسَ بشريعةٍ وهم لا يعترفُونَ ابتداءً بأنَّهم عبيدٌ لصاحبِ هذه الشريعةِ، وكيفَ نصوغُ نظرياتٍ وقوالبَ للنظامِ وللتشريعاتِ بينما ...
إنَّ الفارقَ بين منطلقاتِ الجاهليَّةِ ومنطلقاتِ الإسلامِ فارقٌ ضخمٌ جدًّا.. فالإسلامُ يستمدُّ عقيدتَه من اللهِ، فيطمئنُّ أنَّها حقٌّ؛ بينما الجاهليَّةُ تستمدُّ فلسفتَها من البشرِ، فهي إذن ليستْ مضمونةَ الصحةِ؛ بل ...
منذ أن يتلقَّى الإنسانُ هذه العقيدةَ، ومنذُ أن يشهدَ ألَّا إلهَ إلَّا اللهَ، ومنذُ أن يقرِّرَ المُفَاصَلَةَ بينَهُ وبينَ هذا المجتمعِ على أساسِ العقيدةِ -يجدُ نفسَه مضطَّرَّا أنْ يتغيرَ هو ...
وهذه الحقيقةُ تَدْحَضُ وتُبْطِلُ تاريخَ الأديانِ وتاريخَ مقارنةِ الأديانِ كما يدْعُونَهُ ويَفْرِضُونَه في الجاهليةِ، وتُبْطِلُ أيضًا التاريخَ الذي يقولُونَه عن نشأةِ الإنسانِ؛ من أنَّ الإنسانَ لمْ يُخْلَقْ منذُ اللحظةِ الأولى ...
كان جميعُ الأنبياءِ يأتونَ لأقوامهم بنفسِ القضيَّةِ (اعْبُدُوا اللهَ ما لكمْ من إلهٍ غيرُه). فقد جاءَ الأنبياءُ ليُعَرِّفُوا الناسَ بقضيَّةِ الرُّبُوبيَّةِ والألوهيَّةِ، وتعبيدِ الناسِ لربِّهِم، وكانتْ هذه الدَّعوةُ لا لأنَّ ...
لابُدَّ أولًا أنْ يقومَ المجتمعُ المسلمُ الذي يُقرُّ عقيدةَ أنَّ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ الحُكمَ والتشريعَ ليسَ إلَّا للهِ ويرفضُ أنْ يُقِرَّ بالحكمِ والتشريعِ لأحدٍ من دونِ اللهِ، ويرفضُ ...
يجبُ أن يكونَ الإنسانُ مع ربِّه إنسانًا مُذَلَّلًا، ليس فيه نتوءاتٌ، ليس فيه اعتراضٌ، ليس فيه تلكُّؤٌ، ليس فيه استفسارُ الشاكِّ ولا استفسارُ المتثاقلِ ولا استفسارُ المستثقلِ لما كُلِّفَ به، ...
الذي يعيشُ مع القرآنِ ويقرأُه؛ يجدُ أنّ القرآنَ يتعاملُ مع الواقعِ البسيطِ الموجودِ فعلًا. يتحدثُ عن الإنسانِ بخصائصِهِ الإنسانيَّةِ، يتحدثُ عن الوجودِ بمظاهرِه الطبيعيَّةِ الواضحةِ البَيِّنَةِ، والتي يتعاملُ معها كلُّ ...
لقدْ بدأَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ دعوتَهُ بلا إلهَ إلا اللهُ وتوضيحِ قضيةِ الألوهيةِ والعبوديةِ.. وتقريرِ العقيدةِ في نفوسِ النَّاسِ.فلمَّا تقرَّرَت العقيدةُ بعدَ الجهدِ الشَّاقِ وتقرَّرَت السلطةُ التي ...
المطلوبُ من الدعاةِ أنْ يُحقِّقوا مرادَ اللهِ سبحانه، وأنْ يُبَلِّغُوا رسالةَ اللهِ، وليس عليهم أنْ ينجحوا أو يَفشَلُوا، أو يستجيبَ الناسُ لهم أو لا يستجيبوا، فهذا ليس من أمرِهم ( ...
إن قضيةُ هذا الدينِ الذي جاءَ ليُوَحَّدَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى، ويُعَبَّدَ النَّاسُ جميعًا للهِ سبحانَه وتعالى -اقتضتْ أنْ تكونَ قضيةُ الشرائعِ قضيةً مُتَضَمَّنَةً في قضيةِ العقيدةِ، فإذا قَبِلَ النَّاسُ العقيدةَ ...
إنها طبيعة هذا الدينِ، فهوَ دينٌ يقومُ كلُّهُ على قاعدةِ الألوهيةِ الواحدةِ. كلُّ تنظيماتِهِ وكلُّ تشريعاتِهِ تنبثقُ من هذا الأصلِ الكبيرِ. فلا شرعيةَ لشيءٍ من النظامِ، ولا لحكمٍ من الأحكامِ، ...
متى استقرتْ حقيقةُ #لا_إلهَ_إلَّا_اللهُ في أعماقِها الغائرةِ البعيدةِ استقرَّ معها في نفسِ الوقتِ النظامُ الذي تتمثلُ فيهِ (لا إلهَ إلا اللهُ)، وتعيَّنَ أنَّهُ النظامُ الوحيدُ الذي ترتضيهِ النفوسُ التي استقرتْ ...
ليسَ الإسلامُ أنْ أصلِّي وأنْ أصومَ وأنْ أنفِّذَ الحدودَ، فهذا مظهرُ الاستسلامِ. أمَّا الإسلامُ فهو حقيقةٌ تكمنُ في القلبِ، تنبثقُ منها تلك الشجرةُ الوارفةُ التي هي تطبيقُ التشريعاتِ، وتطبيقُ النُظُمِ، ...
حينما تعمقتْ (لا إله إلا اللهُ) في القلوبِ تلقتْ هذه القلوبُ تشريعاتِ اللهِ دونَ أن تتلكَّأَ، ودونَ أن تجادلَ، ودونَ أن تناقشَ، وحتى في بعضِ الأحيانِ دونَ أن تتبيَّنَ شيئًا ...
إن القضيةُ ليستْ مكسبًا دنيويًّا، وإنَّمَا هو تحقيقٌ لمرادِ اللهِ مِنْ خَلْقِ الإنسانِ، وهو تعبيدُه للهِ وحدَه، وأنَّ إقامةَ الشريعةِ هي مظهرٌ من مظاهرِ التعبُّدِ الخالصِ للهِ الذي ينبغي أن ...